الرئيسية » مقالات مكتوبة عن المكتبة »
 

إنجاز الفهرسة الرقمية لمخطوطات المكتبة الخالدية في القدس 26-08-2020

القدس- "القدس" دوت كوم- محمد أبو خضير- أعلن كل من المكتبة الخالدية في القدس الشريف ومتحف ومكتبة مخطوطات "هيل" التابع لجامعة سانت جون في الولايات المتحدة إطلاق المجموعة الرقمية لمخطوطات المكتبة الخالدية وإعادة فهرستها، من أجل الوصول إليها عبر الإنترنت، وقد أصبحت جاهزة للتصفح من خلال المنصة الرقمية التابعة للمتحف على الرابط: vHMML.

يذكر أن المتحف عمل مع المكتبة الخالدية بين الاعوام ٢٠١٤ - ٢٠١٦، للحفاظ على محفوظاتها من المخطوطات من خلال الأرشفة الرقمية. وقد أصبحت هذه المخطوطات اليوم متاحةً للعموم لتصفحها عبر الإنترنت، من أي مكان، ومن قِبل من يسعى لمعرفة المزيد عن تراث فلسطين العربي والإسلامي.

وقد تأسست مكتبة العائلة الخالدية، التي تعتبر من أبرز وأقدم عائلات بيت المقدس في عام ١٩٠٠، على شكل وقف ذري على أن تكون مفتوحة للعموم، وذلك من أجل تشجيع البحث العلمي وتنشيط الاهتمام بالتراث العربي والاسلامي وبالعلوم العصرية. مرت المكتبة بفترات عصيبة أُغلقت فيها أبوابها عدة مرات بسبب الاضطرابات في القرن الأخير، وتحديداً المخاطر التي تعرضت لها مبانيها العائدة إلى العصرين الايوبي والمملوكي بُعيد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام ١٩٦٧.

وتضم مجموعة المخطوطات المئات من الأعمال الفقهية التي تُعنى بالفقه الإسلامي على المذاهب الأربعة، وبغيرها من كتب التفسير والنحو والبلاغة وعلم الفلك والطب والرياضيات. وأغلبية هذه المخطوطات كتبت باللغة العربية مع وجود بعض المخطوطات العثمانية والفارسية، في حين أن اثنتين منها كردية.

كما تضم المكتبة الخالدية العديد من المخطوطات بقلم مشاهير علماء فلسطين في العصور العربية والاسلامية المتعاقبة، والكثير منها لم يُحقق وينشر بعد. كما تفيد تلك المخطوطات بالعديد من الروابط والصلات الفكرية بين علماء فلسطين ونظرائهم في مدن العالم الإسلامي، مثل إسطنبول والقاهرة وغيرهما من حواضر العالم العربي والإسلامي. والبعض من المخطوطات مزيّن برسوم رائعة الجمال إما على شكل أزهار أو لتوضيح النصوص أو كرسوم بيانية في المؤلفات العلمية. وقد تم ولأول مرة الآن فهرسة المخطوطات الفارسية والكردية.

وقال جوشوا موغلر، القيم على المخطوطات الاسلامية في متحف هيل: "إن ضم محفوظات المكتبة الخالدية إلى محفوظاتنا من المخطوطات، يمثل ما مقداره الضعف من مجموع ما لدينا من مخطوطات تنتمي إلى عائلات مقدسية، وهو مجموع كبير الحجم أصلاً، الأمر الذي يتيح للعلماء في كافة أرجاء المعمورة أن يباشروا أبحاثهم حول التراث العربي الإسلامي في فلسطين".

من جانبه، قال رجا الخالدي، أحد متولي المكتبة الثلاثة: "هذه المجموعة الرقمية التي دشناها لا تتيح للمكتبة أن تجدد أهميتها في القرن الحادي والعشرين فحسب، بل جاءت أيضاً تتويجاً لشراكة علمية مثمرة بين مؤسسة أكاديمية أميركية ورمز من رموز القدس الثقافية وتراثها العريق، ما يشكل إنجازاً لرسالة المكتبة الخالدية منذ تأسيسها قبل مئة وعشرين عاماً".

المصدر : جريدة القدس